تُشير كلمة “الأنومي”، إلى حالة غياب المعايير الاجتماعية، وغياب قواعد توجيه السلوك، الأمر الذي يُحدث اضطرابا للأفراد في إدراكهم للممكن من غير الممكن، أو بين ما هو عدل أو ظلم، وأول من قدم هذا المصطلح العالم الفرنسي إميل دوركايم، في مؤلفه تقسيم العمل الاجتماعي، العام 1893م، حيث يعزو الانحراف إلى حالة اللامعيارية، واختلال السلوك وفقدان التكافل الاجتماعي، واضطراب القيم الناظمة للحياة.
طور العالم الأمريكي روبرت ميرتون، النظرية حيثُ عزى الانحراف إلى تعاون النظام الاجتماعي والثقافة الاجتماعية في تحفيز الانحراف لدى الأفراد، إذ يرى أن الانحراف هو حصيلة فقدان التوازن بيّن الأهداف التي ترسمها ثقافة المجتمع للفرد من جهة، والوسائل الاجتماعية المشروعة لتحقيق تلك الأهداف من جهة أخرى