أهمية أسماك القرش في الحياة على كوكب الأرض
وجدت أسماك القرش منذ ملايين السنين قبل ظهور الإنسان، وقد نجت لنحو 450 مليون سنة. ولكنها الآن تواجه خطر الانقراض بسبب البشر وأسلحته التكنولوجية، وذلك في غضون فترة قصيرة من الزمن. فعادة يصطاد الناس أسماك القرش من أجل الحصول على لحومها وزعانفها، أو للأغراض الطبية مثل الحصول على الزيوت من كبدها، وأحيانًا يعدها البعض رياضة.
يُعرف ذلك القتل الجماعي لأسماك القرش باسم «إزالة زعانف أسماك القرش»، وهي ممارسة يتم فيها اصطياد أسماك القرش وإزالة زعانفها وتقطيعها، ثم تُلقى الأسماك مرة أخرى في المحيط؛ حيث تموت قطعًا. وقد صار حساء زعانف أسماك القرش من أهم الأكلات الشعبية في المطبخ الصيني منذ أواخر القرن الرابع عشر الميلادي؛ فعادة ما يُقدم في الأفراح والولائم، كما أنه صنف متكرر في قوائم طعام المطاعم الصينية حول العالم. وقد ازداد الطلب على حساء زعانف أسماك القرش بصورة كبيرة؛ فيقتل ما بين 100 و150 مليون سمكة قرش سنويًّا؛ من أجل الحصول على زعانفها فقط. لقد تقلصت أعداد بعض فصائل أسماك القرش بنحو 90٪ من أجل الحصول على طبق حساء لم يُثبت علميًّا أن له أية قيمة غذائية.
وصدق أو لا تصدق، تؤدي أسماك القرش دورًا هائلًا في المحيطات لا يمكن أن تقوم به الأسماك العادية. فأسماك القرش تأتي على قمة السلسلة الغذائية في كلِّ جزء تقريبًا من جميع المحيطات؛ حيث تتغذى بكفاءة عالية، فتلتهم الأسماك المسنة أو المريضة أو الأبطأ بين الجماعات التي تتغذى عليها؛ وهذا يحافظ على صحة تلك الجماعات. فسواء كنت من محبي أسماك القرش أم لا، فإن الحقيقة المخيفة أنها تؤدي دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة أكبر الأنظمة الإيكولوجية وأعظمها على هذا الكوكب. فهي عنصر رئيسي في النظام الإيكولوجي الذي يمد عالمنا بنحو ثلث المواد الغذائية، ويُنتج الأكسجين بنسب أعلى مما تُنتجها كلُّ الغابات المطيرة مجتمعة، ويزيل نصف غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن البشر من الغلاف الجوي (الغازات الدفيئة)، ويتحكم في درجة حرارة كوكبنا وطقسه.
يعني ذلك أن أسماك القرش تساعد على منع التغير المناخي؛ في حين إن الصيد الجائر وإزالة زعانف أسماك القرش قد يؤدي إلى إنتاج مزيد من الغازات الدفيئة وزيادة التغير المناخي. وعلى هذا النحو، فإذا قُضي على أسماك القرش يفقد النظام الإيكولوجي توازنه، وينتج عنه دمار المصادر الأولية للمواد الغذائية والمياه والهواء؛ ولذلك، يعتمد الوجود البشري جزئيًّا على وجود أسماك القرش. لقد انخدع الناس بالمخاوف المضللة التي صنعتها التقارير الإعلامية السلبية عن هجمات أسماك القرش؛ فإلى جانب عدم معرفة النظم الإيكولوجية البحرية، أدت تلك التقارير إلى دعم شعبي محدود للمحافظة على البيئة البحرية.
ولأن أسماك القرش تتجه سريعًا نحو خطر الانقراض، يجب أن يتعاون البشر في عملية إنقاذ هذا الحيوان المهم؛ لضمان بقاء بحارنا في حالة من التوازن الصحي، من أجل ضمان بقائنا طويلاً على كوكب الأرض.