الفجر الجديد
يختار القدر أين يرمي الإنسان، والإنسان مجبر على السقوط في المكان المعين. قد يلقى في وضع مادي لا يستطيع الهرب منه، مقيد الحرية، مرتبط بوجود الدائرة المغلقة التي لا ترحم ولا تترك له مجالا للتعبير عن مكنونات نفسه المشمئزة من نكهة الاختلاط التي تفسد نقاء الروح.
تعيش الخوف الدائم من المجهول، والهروب المستمر من اليد الممتدة التي تبحث عن حنجرة تحبس بها الأنفاس وتزهق الأرواح، وتسيطر على فضاء الفسحة والحرية. لتحوله إلى سجن دائري يجبر رواده على الدوران والتيه والطواف حتى السقوط والانهيار.
سجن يسمح لسجانيه بالقوة وبالعجرفة والتجبر، وتعدي كل خط فيه نسمة الرحمة ونفحة الشفقة. لهم التميز على تعليق مفاتيح الأبواب على بدلاتهم العسكرية، وتغيير أصواتهم إلى أصوات يصدع لها كل فؤاد رحيم رهيف الحس.
ومن الشدة والقوة ترفع الأرواح المسكينة إلى الأعالي، وتترك الرفات هامدة متجمدة نخرة. ثم تعتلي الابتسامات الصفراء شفاه السجانين، نشوة بالتسيد والسيادة على كومة المخلفات ورميم الجثث.
الخميس 14 نوفمبر 2024