بدأت صناعة السفن نتيجة الحياة بالقرب من البحر والمسطحات المائية عامةً، ورغبتهم في الاستفادة من ظاهرة الطفو، وأول من استخدم القوارب للتنقل عبر نهر النيل، ونهري الفرات ودجلة هم الحضارة المصرية وحضارة بلاد ما النهرين، فكانت بداية تصنيع القوارب تتم عن طريق جمع باقات من القصب في شكل سطحي متراص، أو تجويف جذوع الأشجار لتصبح على شكل قوارب بسيطة، ثم توسّعت الفكرة الى استخدام جلود الحيوانات، ولحاء الأشجار لإحاطة هيكل من الخيزران أو الأغصان، لتكوين مانع من وصول الماء إلى ركّاب القارب.[٢] كانت هذه الزوارق بدائية الصنع واستمرت صناعتها حتى القرن العشرين، ثم استمرت عمليات التطوير للاختراع البدائي، عن طريق إضافة ألواح لصنع جوانب مرتفعة للقارب، وتدعيمها باستخدام دعامات خشبية، وشكّل هذا القارب البداية لصنع السفن على نطاق أوسع.[٢] تكّونت القوارب فيما بعد من قرينة، يثبّت عليها الهيكل المضلع بشكل يشبه الى حد كبير تفرّع عظام الحيوانات من عمودها الفقري بشكل منحني، ليتم تثبيت الألواح على أضلاع الهيكل فيما بعد، وكان البناء يتم بطريقتين؛ فإما أن تتشابك الأضلاع مع الألواح وهذا ما يسمى البناء على أساس الكلنكر، أو يتم ربطها وتدعيمها من حافة الضلع الى الحافة المقابلة له وبهذه الطريقة يكون البناء على أساس الدمج، واستمر هذا التصميم الرئيسي للقوارب الكبيرة، وحتى للسفن حتى استُخدمت المعادن في بناء السفن في القرن التاسع عشر بشكل تدريجي.[٢] السفن الشراعية انتقلت صناعة السفن الى طور آخر هو السفن الشراعية، مع تطوّر الآليّات والتقنيات المستخدمة فيها، لتسير بمساندة الرياح التي تدفع الأشرعة، كانت بدايات الأشرعة عبارة عن أقمشة كانفاس على شكل مربع كبير الحجم، يتم تثبيتها في السفينة بالصاري العلوي، تم تحولت إلى ترتيب معقد يعتمد على الدوارن على الصاري اعتماداً على اتجاه وقوة الرياح.[٣] أصبحت السفن لا تعتمد على الرياح التي تدفعها باتجاه واحد، لكنها أصبحت قادرة على الإبحار من خلال الريح، فصار مسار السفينة واتجاهها يعتمد على الجهة التي تهب منها الريح، والطريق المستهدف لتسلكه السفينة، وقد تم اختراع الأشرعة لتسير في الهواء الخفيف، وكذلك في الرياح القوية.[٣] السفن في القرن الخامس عشر تطورت صناعة السفن في القرن الخامس عشر، ووصلت الى إصدار سفينة جاهزة بالكامل تتكون من ثلاثة صواري وخمس أو ست أشرعة، حيث شهدت بدايات القرن الخامس عشر اتصالاً بين قارتي أوروبا وآسيا بسبب عبور القوافل على اليابسة بين القارتين، وكانت السفن التي تُستغل في الأعمال التجارية، كبيرة الحجم، ومنخفضة الجوانب، وتستدل على المواقع دون اللجوء إلى استعمال البوصلة أو الحسابات الرياضية للملاحة، وتستخدم التجذيف معظم الرحلة، ومع نهاية القرن أسس البرتغاليون مدرسة للملاحة البحرية، وأصبحت التجارة عالمية.
السفن في القرنين السادس عشر والسابع عشر كانت سفينة جاليون هي الأشهر في تلك الحقبة، وفي أوقات الحرب كانت السفينة تستخدم لأغراض حربية لنقل الجنود والأسلحة، وفي أوقات السلم والأمان كانت تًستخدم كسابق عهدها في التجارة ونقل البضائع.[٣] السفن في القرن التاسع عشر كانت هناك عدة طرق للسفن الشراعية على الخطوط البحرية بين أمريكا وأوروبا مع بداية عام 1840م، ووُزّع الركاب فيها على عدة مستويات، ورغم صعوبة تحديد العدد الدقيق للركّاب، إلا أنه يمكن الاستنتاج بأن هذا العدد كان قليلاً؛ حيث اتسعت المقصورة الأولى لعشرة ركّاب، واتسعت الثانية لعشرين راكباً فقط