تيك توك والتعليم: كيف تساهم الشركة في نشر المحتوى التعليمي للجيل الجديد؟
قبل انتشار فيروس كورونا وإغلاق المؤسسات التعليمية ومرافق الحياة الأخرى، كان هناك نموًا في تبني التعليم عن بعد بمقدار استثمار عالمي يقدر بـ18 مليار دولار أمريكي، وكان من المتوقع أن يصل معدل الاستثمار العالمي في التعليم الإلكتروني إلى 350 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.
حاليًا، لدينا أكثر من 1.2 مليار طفل في 186 دولة متأثرين بإغلاق المدارس، مما أدى إلى زيادة كبيرة في استخدام البرامج التعليمية مثل تطبيقات تعلم اللغة، تطبيقات مؤتمرات الفيديو وغيرها من التطبيقات والمواقع التعليمية، حتى في الدول النامية تم اعتماد التدريس إلكترونيًا بشكل شبه كامل، مثالًا جامعة المستنصرية في بغداد اعتمدت بشكل كامل على خدمات جوجل مثل Google Meet و Google Classroom.
تيك توك تستثمر في التعليم الإلكتروني
يقدر عدد مستخدمي تيك توك أكثر من 1 مليار مستخدم نشط شهريًا، وهو برنامج ذو شهرة عالية بين فئة المراهقين والأطفال، تنتشر فيه فيديوهات ممتعة قصيرة لا تتعدى الـ 60 ثانية. أما بالنسبة للمحتوى التعليمي فقد كان يحظى بقبول عال جدًا على المنصة، حيث أن الفيديوهات ذات وسم #LearnOnTikTok حصلت على أكثر من 77.2 مليار مشاهدة.
أظهرت إحصائية من رويترز أن 43% من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين تتراوح أعمارهم بين 16-24 يعتبرون هذه المواقع مصدر موثوق حول مواضيع مهمة مثل فيروس كورونا، مما يجعل انتشار معلومات خاطئة خطرًا على المجتمع.
ولهذا قامت شركة تيك توك، باستثمار 14.6 مليون دولار أمريكي في المحتوى التعليمي في أوروبا و50 مليون دولار في الولايات المتحدة الأمريكية، سوف توزع إلى مقدمة البرامج التلفزيونية Rachel Riley والممثل Sean Sagar بالإضافة إلى جامعات مثل جامعة كامبردج ومواقع تاريخية في بريطانيا والعديد من المدرسين والمنظمات الغير ربحية.
لماذا تستثمر تيك توك في التعليم الإلكتروني؟
التطبيق ذو سمعة لا يحسد عليها، حيث يظن الغالبية إنه تطبيق مراهقين ذا محتوى تافه ولا فائدة ترجو منه، والشركة تنوي تغيير هذه النظرة حول التطبيق من خلال محتوى تعليمي مفيد مثل فيديوهات الحرف اليدوية واللغات والتاريخ والطبخ ونصائح حول مختلف مجالات الحياة من خلال فيديوهات قصيرة وسريعة وخفيفة على المتلقي.
كما أن تنوع المحتوى قد يجذب الكثير من الشركات للإعلان على المنصة، حيث قال Rich Waterworth المدير العام للشركة في أوروبا وبريطانيا: “نحن نأمل إن هذه الخطوة تجعلنا أكثر جاذبية أمام المعلنين”. كما يمكن للمؤسسات الغير ربحية صنع محتوى تعليمي على المنصة ليكونوا أقرب إلى جمهورهم علاوةً على إنها طريقة تسويق جيدة لخدماتهم، فالنموذج مربح لكل الأطراف.
لماذا يُفضل هذا الجيل التعليم من خلال منصات مثل تيك توك؟
هناك مصطلح يدعى بـ “مدى الانتباه” (Attention Span) وهو مقدار الوقت الذي تستطيع التركيز فيه قبل أن تُشتت، والجيل الجديد لديه مدى انتباه أقل بكثير من باقي الأجيال بسبب التكنولوجيا التي تعتمد على السرعة، فيفضل الجيل الجديد المحتوى القصير والسريع على المحتوى الطويل الممل.
جربت أحد المدرسات التي كانت تحاول رفع من مستوى كتابة طلابها إنشاء فيديوهات على يوتيوب، ولكنها لم تحصل على أي مشاهدات، اقترح لها بعض طلابها أن ترفع فيديوهاتها على تيك توك بدلا من يوتيوب، خلال أقل من أسبوع حصلت على 10 آلاف متابع والآن لديها أكثر من 900,000 متابع.
جربت معلمة لمدرسة ابتدائية طريقة أكثر فعالية في وضع المسائل الرياضية، حيث كانت المسألة “أحد ما أراد صنع فيديو على تيك توك طوله 60 ثانية مكون من خمس مقاطع متساوية المدة، كم مدة كل مقطع؟”. كل طلابها حل المسألة بطريقة صحيحة وقال أحد الطلاب أن المسألة أسهل لأنها تتعلق بشيء نحبه.
صناعة المحتوى التعليمي في الوطن العربي
هناك الكثير من المبدعين الذين قدموا محتوى تعليمي ممتع على تيك توك باللغة العربية. أحدهم أحمد أبو زيد حصل على أكثر من 48 ألف متابع والذي يقدم محتوى تعليمي متنوع لطلاب الجامعة والثانوية بشكل خاص. وفي الطبخ، الشيف شاهين الذي يقدم نصائح ووصفات متنوعة حقق نجاحا باهرا بأكثر 1.8 مليون متابع وعشرات الملايين من المشاهدات.
وأما أسامة فهو مدرس لغة نشر حوالي 500 فيديو لتعليم اللغة الإنجليزية وحصل على أكثر من 60 ألف متابع وربع مليون إعجاب. وهناك العديد غيرهم نجحوا في تقديم محتوى تعليمي بطريقة ممتعة وسلسة.
في النهاية حملة تيك توك سوف تكون فعالة جدًا في نشر معلومات علمية صحيحة مفيدة للمستخدم وبطريقة ممتعة وسهلة، ومن مصادر موثوقة، وهذا يقلل من انتشار المعلومات المغلوطة على المنصة.