لماذا تصاعد الجدل حول ضرائب الأرباح الزائدة في الدول الغربية؟
شهدت الاقتصادات العالمية في الآونة الأخيرة عدة تحديات، بدءاً بتداعيات جائحة كورونا، ومروراً باضطرابات سلاسل الإمدادات والتوريد، وانتهاءً بتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية التي أسهمت في ارتفاع أسعار النفط والغاز والمواد الغذائية. وعلى الرغم من التداعيات السلبية لتلك الأزمات التي زادت معاناة بعض الدول الفقيرة، فإنها على صعيد آخر أسهمت في زيادة أرباح شركات الطاقة والتكنولوجيا والغذاء بمستويات غير طبيعية.
وفي ذلك الإطار، ارتفعت مطالبات المنظمات الدولية وأعضاء المجتمع المدني بفرض ضرائب على الأرباح الزائدة للحد من تلاعب الأسعار والتربح؛ حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش”، إلى فرض ضرائب خاصة على شركات النفط والغاز، بسبب أرباحها الكبيرة، واقترحت المفوضية الأوروبية أن تفرض دول الاتحاد الأوروبي ضرائب على الأرباح الزائدة (غير المتوقعة) التي تجنيها شركات الطاقة، ولاقت تلك المطالب تأييد بعض الدول؛ حيث فرضت إسبانيا واليونان وإيطاليا وبريطانيا بالفعل ضرائب على الأرباح غير المتوقعة على أرباح شركات الطاقة، وتدرس دول أخرى، مثل ألمانيا والنمسا والولايات المتحدة تداعيات القرار.