لا يُمكن القول بأنّ هناك مُخترعاً وحيداً اخترع الساعة؛ إذ اجتهَدَ الإنسان منذ أقدم العصور في اختراع الساعة وتَطويرها من شكل إلى آخر؛ حيث إنّها الوَسيلة الوحيدة لقياس الزمن ومعرفة الوقت والتقويم. كان السومريّون هم أوّل شعوب الأرض التي اهتمّت في الوقت، فقد نجحوا في حسابِ السنة من خلال الشمس؛ حيث تتبّعوا حركة الشمس منذ شروقها في اليوم الأوّل إلى شروقها في اليوم الذي يليه، وتبعاً لذلك قسّموا العام إلى اثني عشر شهراً، واعتمد المصريّون على القمر لتَحديد الزّمن وبالتالي قسّموا العام إلى 365 جزءاً وهو المعروف حاليّاً بعدد أيّام السنة.[١] كان للعرب المسلمين دورٌ كبيرٌ في اختراع الساعة الرملية والساعة المائية، وأبدعوا أيضاً في اختراعهم للساعة الرخامية التي كانت تَنطق الوقت بصوتٍ مَسموع، وكانت الساعة التي أهداها الخليفة هارون الرشيد لقارلة الفرنجي من أشهر الساعات المُبتكرة على يد المسلمين، وفي القرن الرابع عشر اختُرعت الساعة الميكانيكية تليها الساعة الكهربائية، ثم الساعة الذرية والكوارتز، أمّا الساعة البندولية الدقيقة فكانت من اختراع الهولندي كريستيان هيوغينز في عام 1656م، وجاء المُخترع جورج غراهام من بعده وطَوّرها بتصحيح الأخطاء البسيطة فيها، وفي القرن العشرين من العصر الحديث اختَرَع المُهندس الكندي ووارين ماريسون ساعة الكوارتز ثلاثية العقارب.[١] أشكال الساعة وأنواعها ظَهرت أدواتٌ غَريبة على مرّ العصور لمعرفة الوقت وقياسه، فقد كانت الحضارات القديمة مثل الصينية واليابانية والفرعونية من أوائل الحضارات المُخترعة لِآلات حساب الزمن، إلّا أنَّ الصينيين كانوا يَعتمدون على أغرب هذه الآلات لمَعرفة الوقت؛ ففي القرنِ الرّابع عشر الميلادي استخدم الصينيّون ساعاتٍ من البخور.

قبل أن تظهر الساعات في شكلها الحالي والمتعارف عليه الآن كانت الحضارات القديمة تستخدم سبلاً مُختلفة لمَعرفة الوقت مثل: الاعتماد على الأجرام السماوية والماء، وسعى الإنسان على مرّ العُصور إلى تحديد الوقت بأيّ أداةٍ مُتوفّرة ممّا يَكشف عن عبقريّته الكامنة وراء اختراع الساعة؛ فقد لا يُصدّق بعض الناس أنّ الإنسان القديم تَعلّمَ معرفة الوقت وصَنع الساعات عن طريق ملاحظته ودقة انتباهه إلى الدورات الطبيعية مثل دورة الشمس ودورة القمر والفصول الأربعة

تواصل معنا