نظرية الموقع الصناعي
قام ولفرد سميث Wilfred Smith البريطاني بتطبيق نظرية ألفرد على الصناعات البريطانية ، فوجد أن 31 صناعة من بين 65صناعة في بريطانيا لا ترتبط بموقع المواد برغم زيادة وزن المواد عن وزن المنتجات مما يدل على أن نظرية ألفرد لا تنطبق على جميع الصناعات فقد تظهر صناعات جانبية تساهم في تخفيض نفقات الإنتاج مما يؤدى إلى عدم التقيد بموقع المواد الخام كما يحدث بالنسبة للصناعات القطنية ، فإن القطن بعد حلجه يمكن تصنيعه بالغزل والنسج ، وكذلك يستفاد من بذوره بعد حلجه في انتاج زيت القطن و من بقايا البذور وبعد الحلج يستخلص الكسب الذى يعد علفا للحيوان ولذلك فان الصناعات القطنية لا ترتبط بإنتاج المواد الخام لهذه الصناعة . (فوزي الجدبة ، الجغرافية الاقتصادية ، ص 108)
وقد انتهى القول بأن نصيب العامل الواحد من المواد الخام ربما كان أهم من نقص وزن المواد لأن أخذ الوزن الكلي للمواد الخام والمقارنة بين الخامات والإنتاج يختلف حسب حجم المصنع وطبيعة الصناعة ونوع الخامات – مما يجعل المقارنة بين الصناعات المختلفة والمصانع المتنوعة صعبا للغاية ، ولذلك فالصواب هو عقد المقارنة بين نصيب العمال .
رغم أن هذه المقارنة رهينة بنوعية العمال ونوعية الصناعية ووفق هذا الأساس فإن الصناعات البريطانية 65 المتركزة عند مناطق خاماتها الصناعات التي يزداد فيها وزن المواد الخام بالنسبة للعامل الواحد . “ثم طبق هذا الأساس على 125 صناعة أخرى من الصناعات البريطانية وخرج بنفس النتيجة وهي أن الصناعات المرتبطة بخاماتها هي تلك التي يزداد فيها نصيب العامل الواحد من المواد الخام . أما الصناعات التي يقل فيها نصيب العامل الواحد من المواد فلا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمناطق خاماتها ولكنها حرة في اختيار مواقعها” (فؤاد الصقار. الجغرافية الصناعية في العالم ، 1984 ، ص 43)
ومن أهم القائلين برأي “ولفرد سميث” بتفصيل السوق وإظهار أهميته في جذب الصناعة الألماني “أوجست لوش” August Loisch حيث تجسد دراسته أحدث الدراسات التي أكملت نظرية “ولفرد سميث”
إن السوق في نظر “أوجست لوش” هو عبارة عن منطقة حرة أو إقليم يعيش فيه سكان متجانسون من ناحية الدخل ومتقاربون من النواحي الذوقية. وهذا التشابه يجعلهم متجانسين ومتقاربين في الأذواق والقدرات على الاستهلاك والقدرة الشرائية وإقامة مصانع بعيدة عنهم قد لا يحقق لهم مطالبهم أو قد لا يتجارى مع رغباتهم وأذواقهم ، فالحل إذن يكمن في إقامة مصانع قريبة من مساكنهم أفضل لمدهم بما يحتاجون إليه وما يرغبون في استهلاكه.

لا تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا