بحث علمي جديد يساعد في فهم أصل نشأة الكون

بحث علمي جديد يساعد في فهم أصل نشأة الكون
اقترح علماء من جامعة سامارا الروسية وعدة جامعات أمريكية، طريقة فعالة تم تطبيقها لتكوين الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs)، بما يساعد على فهم كيفية تشكل الجزيئات المعقدة المرتبطة بأصل الحياة في الكون. وجاءت هذه الطريقة الحديثة لتخالف الرأي السائد في المجتمع العلمي حاليا، بأن العمليات الحرارية المرتبطة شرطيا بالاحتراق أو تعرض المواد الخام العضوية مثل النفط والفحم والخشب والقمامة والأغذية لدرجات حرارة عالية هي التي تؤدي لتكون “PAHs”.
وأثبت علماء من جامعة سامارا وآخرون من جامعة هاواي، وجامعة فلوريدا الدولية، والمختبر الوطني لورانس بيركلي، أن التفاعل الكيميائي المؤدي إلى “PAHs” من الممكن أن يحدث في درجات حرارة منخفضة جدا، تحديدا ناقص 183 درجة مئوية، حسب موقع “eurekalert“. وتجدر الإشارة إلى أن الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) هي مركبات عضوية تتكون من حلقات أروماتية من البنزين، وتعد مواد مسرطنة قوية، وتنتج من احتراق غير كامل للوقود المحتوي على كربون مثل الخشب، الفحم، الديزل، الشحوم، التبغ، وكذلك من الاحتراق الغير كامل أثناء حرائق الغابات.
وقد أدت النتائج التي أسفرت عنها مهمة “كاسيني – هيغنز” التي قامت بها وكالة “ناسا” ووكالة الفضاء الأوروبية إلى القمر تيتان أكبر أقمار زحل، إلى لفت انتباه العلماء إلى هذا الموضوع، حيث أسفرت المهمة الفضائية عن اكتشاف جزيء البنزين في طبقة الغلاف الجوي المحيطة بتيتان. وهو الأمر الذي بدوره، دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن تكون ونمو طبقات الضباب البرتقالي والبني التي تحيط بهذا القمر يعود إلى “PAHs
إلا أن المهمة لم تكشف عن الآليات الكيميائية التي أدت إلى تكون “PAHs” في الغلاف الجوي لتيتان في درجات حرارة منخفضة جدا. وقد قام العلماء من جامعة سامارا تحت إشراف أستاذ جامعة فلوريدا الدولية ألكسندر ميبل، بالبحث عن آليات تشكيل “PAHs” باستخدام طرق حديثة حسابية كيميائية عالية الدقة
وبناءا على هذه البيانات العلمية، أجرى زملاؤهم من جامعة هاواي ومختبر لورانس بيركلي الوطني تجارب مختبرية، أكدت أن نماذج من جزيئات PAHs (الأنثراسين والفانثرين) قد تم تصنيعها في درجات حرارة منخفضة مطابقة لظروف لغلاف الجوي المحيط بقمر تيتان. ويعتبر كلا من الأنثراسين والفننثرين اللبنة الأساسية لجزيئات الهيدروكربونات الهيدروجينية الضخمة، وكذلك سلائف مركبات كيميائية أكثر تعقيدا وجدت في طبقات الضباب البرتقالية والبنية المحيطة بقمر زحل.

تواصل معنا