بروز دور تركيا في إفريقيا الصاعدة

بروز دور تركيا في إفريقيا الصاعدة
إذا كانت نهضة إفريقيا حقيقة واقعة، فإن بروز دور تركيا فيها أمر لا مراء فيه أيضا، حيث نشهد اليوم تفاعلا ديناميا ومكثفا بين تركيا والبلدان الأفريقية في مجالات التجارة والأعمال والدبلوماسية على الرغم من وجود منافسين آخرين على الساحة. لقد أصبحت تركيا اليوم طرفاً مؤثرا بوضوح في إفريقيا ، ولها مكانة فريدة بحكم ما حققته سياستها الخارجية، متعددة الأبعاد، من سبق على هذا المستوى خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. وما تزال تركيا تسعى إلى زيادة نفوذها في القارة باستخدام كل القنوات الدبلوماسية والتجارية والاستثمارية والتعليمية والصحية والتعاون الأمني والعسكري، إلى جانب توظيفها أدوات القوة الناعمة المتمثلة في الثقافة والتاريخ

أما في الجانب المقابل، فقد أصبح حضور إفريقيا الآن أكثر وضوحا في تركيا أيضا، حيث وفدت أعداد كبيرة من الأفارقة بين رجال أعمال وطلبة وسياح ومهاجرين على مختلف أرجاء تركيا. كما أصبح حضور الجاليات الصومالية والسودانية والليبية والمصرية والتونسية والجزائرية والسنغالية والنيجيرية في المدن الكبرى في تركيا أكثر وضوحا اليوم. وعلاوة على ذلك، فقد قفز عدد السفارات الأفريقية في أنقرة من 10 سفارات في عام 2008 إلى 37 سفارة في عام 2021.

كل هذه المعطيات والحقائق تدعو لضرورة مقاربة واقع العلاقات التركية-الأفريقية الحالية من زاوية متعدّدة الأبعاد بدلا من المقاربة أحادية النّهج.

تواصل معنا