لا يعد مصطلح الاقتصاد الكلي قديمًا جدًا، حيث يعود إلى الأربعينيات تقريبًا، لكن العديد من المفاهيم الأساسية في الاقتصاد الكلي كانت محور الدراسة لفترة أطول، مثل البطالة والأسعار والتجارة والنمو وغيرها.
على الرغم من أنّ هياكل الاقتصاد الكلي المعقدة كانت من سمات المجتمعات البشرية المتواجدة في العصور القديمة، ولكن فكرة الاقتصاد الكلي تعد جديدة نسبياً، وقد بدأ الاقتصاد الكلي بالمدرسة الكلاسيكية للفكر الاقتصادي التي اشتقت مبادئها الرئيسية من نظرية الاقتصادي الاسكتلندي آدم سميث للأسواق ذاتية التنظيم
لكنّ النظرية الكلاسيكية تحطمت بسبب الكساد الكبير الذي بدأ في الولايات المتحدة ثم انتشر في العالم الغربي الصناعي، حيث كان من تداعيات ذلك فقدان ربع القوة العاملة الأمريكية لوظائفها، مما هدّد الاستقرار الاقتصادي والسياسي للعديد من البلدان، وهو ما أحدث تحولاً في فكرة الاقتصاد الكلي التي كانت سائدة، وبرزت الحاجة إلى تصحيح الاعتقاد السائد بأن الأسواق تصحح نفسها بنفسها.بعدها قام الاقتصادي البريطاني جون كينز بنشر النظرية العامة للتشغيل والفائدة والنقد، وناقش كينز في إمكانية تجنّب الآثار الاقتصادية السلبية التي عاشتها البلاد من خلال زيادة إنفاق الحكومات من خلال السياسة المالية، ثم بشّر كينز بتواجد حقبة جديدة من الفكر الاقتصادي الكلي الذي يحتاج إلى إدارة بشكل نشيط ومرن.
الاقتصاد الكلي الحديث
من الجدير بالذكر أنّ النظريات الاقتصادية استمرت في التطور والتغيّر طوال العقود السابقة التي تلت اقتراح كينز، حيث تم تطوير العديد من نماذج الاقتصاد الكلي الأخرى لقياس مدى تأثير السياسة النقدية على الإنتاج، وأجمع خبراء الاقتصاد الكلي على أنّ السياسة النقدية فعالة على المدى القصير فقط.
ويُشار إلى أنّ العديد من الحكومات الواقعة في أزمات اقتصادية في عام 2007م تبّنت نظرية كينز الاقتصادية، وهو ما أدى إلى إحياء الاهتمام بالنهج الكينزي الجديد للاقتصاد الكلي، والذي سيؤدي بدوره إلى ظهور نظريات محسنة ونماذج اقتصادية كلية أفضل في المستقبل