إنّ المرأة هو ذاك الكائن اللطيف الذي أودعه الله أسرار الكون في الحبِّ والحنان، والتي رفعت لها القبعات لدورها الفعال في المجتمع، فكانت هي المسؤولة عن تربية أجيال جديدة ذكورًا وإناثًا بهدف بناء مستقبل أفضل للوطن، فكانت المرأة تلك البذرة التي تنتج ثمارًا تنفع المجتمع بأسره، بصلاح المرأة يصلح المجتمع، وبفسادها يفسد المجتمع، وذلك لأنّها الأساس في تكوين أجيال هذا المجتمع والسّواعد التي ستعمل فيه، فلا يمكن إنكار دورها أومكانتها التي حباها الله إيّاها، وقد قال حافظ إبراهيم متغنيًّاعن دور المرأة في تنمية المجتمع والأسرة:[١] الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراقِ الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ للمرأة دورها الفعال الذي لا يُنكر في نهضة المجتمع وتطوّره، فهي لاتقل شأوًا عن الرجل أهمية ولا قيمةً، ولها وجودها ومكانتها بإرساء أساسات المجتمع، فالمرأة نصف المجتمع شاء من شاء وأبى من أبى، فهي الأم والزّوجة والأخت والصديقة، وإلى جانب ذلك هي الطّبيبة والمهندسة والمعلمة والمربيّة، ومن هنا يبرز دورها الفعال في إصلاح المجتمع وبنائه، وذلك من اتّخاذ دورها في كل المهن التي توافق طبيعة جسمها وبما حدّده لها الشّرع من دون كلل أو ملل، وليس هذا فحسب، بل حازت المرأة على الدور الأهم والأساسي في بناء الأجيال والنهوض بالشّباب من خلال العمل على تربية الأبناء والمساهمة في تنشئة جيل المستقبل. هي الحجر الأساسي في الأسرة والرّكن العتيد الذي يلجأ إليه الأبناء لحل مشاكلهم؛ إذ إنّها تتحمل إدارة البيت ومسؤوليّة اقتصاده ونظامه، فالمرأة عندما تتمثّل دور الأم تكون ذاك المصدر والنّبع الذي لا ينضب للحنان والعطف، فهي الجوهرة التي تضيء بالأمان لكل من حولها، وما الاعتماد الحقيقي للأسرة إلا على الأم التي ترسم لنجاح أسرتها، والتي لو غابت يومًا لفُقدت الرعاية والحنان ونشأ جيل قد افتقد للعطف والرحمة. كما لا يمكن إخفاء نور الشّمس بإصبع، كذلك الأمر لا يمكن إخفاء منزلة المرأة في الأسرة والمجتمع، ولا يمكن أن ينكر أن مشاركة المرأة في الحياة العامة له دورٌ أساسي بصقل تجربتها من أجل بناء جيلٍ قويّ، ولهذا يجب تقديرها والحفاظ عليها، فهي التي تخرج الأجيال من آباء وأمهات، فهي أساس التربية ونواة بناء المجتمع، ولهذا يُقال إنّ المرأة هي الحياة.